الفاعلون من إعلام و دولة عميقة و نقابات و طبقة سياسية ساهموا بشكل كبير في تنفير الناس (المفعول بهم) من هذه التجربة الديمقراطية فصار الأخيرون يبحثون عن مخلِّص لهم من الوضع الحالي حتى وإن كان ذلك على حساب مكتسباتهم كالحرية والكرامة والحق في المشاركة في تقرير المصير و إدارة شؤونهم والمساهمة في بناء الو

المراجعة الصعبة والمؤلمة لحركة "النهضة" ورئيسها كان يمكن أن تتم قبل اليوم، وفي ظروف أفضل بكثير، فالمعضلة الآن أنه إذا ترك الغنوشي الساحة فسيبدو منسحبا ومستسلما للأمر الواقع الذي فرضه الرئيس سعيّد أما إن بقي فقد تزداد الأمور سوءا في وقت يتوثب فيه الجيل الشاب في الحركة إلى تجديد دمائها.

إنه يريد ما تريده فرنسا، إغراق تونس وتجربتها الديمقراطية الوليدة في الدم، والدم الإسلامي بالتحديد، وفي أفق تمت تجربته ولم ينتج الديمقراطية، بل أنتج الخراب.

في زمن المظاهرات اللّايت، المظاهرات المشهديّة الاستعراضيّة ، مظاهرات النيوليبيراليّة التي ترتدي الباروكات الحمراء والصّفراء والثياب الملوّنة وأنف المهرّج والكانيش المدلّل وأحمر الشّفاه المسجّل...تذكّرت ضربة الماتراك القاصمة للظهر، والبوليس الغرائزي الحاقد، ... والأجساد تدفن ليلا في كنف الصّمت الرهيب

مع قرب الانتخابات أصبح الأمر محبط جدا و مريب للأسف و تحول الخوف من المستقبل شي غير مفروغ منه عندما تصبح البلاد في خطر من العابثين و الفاشلين و التجربة الديمقراطية بدورها تعرف التشكيك عندما تبعث بالشعبويين لسدة القرار و الحكم.